lundi 26 septembre 2016


بينتكلم 

استحضرت صورة عمي بلقاسم بم محمد بن الحاج علي اللفات رحمه الله و هو يحاول أن ينفض الغبار عن سيرة جده البطل  
المرحوم الشيخ الحاج علي بن محمد بن بلقاسم اللفات شيخ الدويرات عند اندلاع "ثورة الوطْن" سنة  1916 و التي دفع فيها ثمنا باهظا ... و على الرغم من أنني اخترت عدم الكتابة في التاريخ الحديث لعدة أسباب الا أنني سبق أن وعدت المرحوم عمي بلقاسم في حياته أن أساعده على التعريف بما فعل جده المرحوم الحاج علي اللفات و لهذا السبب ...بينتكلم

لماذا الكلام الآن ؟
تصادف يوم 25 سبتمبر 2016 الذكرى المائوية لمعركة بير رمثة و هي التي أعطت 
إشارة الإنطلاق لإنتفاضة مسلحة ميدانها كل "الوطْن" أي تقريبا ولاية تطاوين الحالية ... و على الرغم من مرور قرن على هذه الأحداث فإن الغموض مازال يلفها و لم يكتب لمن شاركوا فيها و ضحوا بحياتهم و أموالهم أن يذكرهم أحفادهم بما يليق بهم و كل ما فعله اللاحقون هو توظيف رخيص و مفضوح لغايات مشبوهة ... من ساهم؟ و من سلح؟ و من أطر؟ و من باع؟ و من اشترى ؟ كلها تفاصيل غامضة ... و لهذا السبب ...بينتكلم


"بينتكلم" هي سلسلة وثائقية سأنشر من خلالها بعض الوثائق المتعلقة بالتاريخ المعاصر لتطاوين. و هي وثائق جمعت أغلبها من مؤسسة الأرشيف الوطني  و قد رأيت أنه من الأجدى أن أضعها على ذمة المهتمين من أبناء الوطْن (تطاوين) خاصة و الوطن (تونس) عموما. هي محاولة للتوثيق قبل كل شيئ و لست مختصا في التاريخ حتى أقدم نظريات أو أطروحات ... فللقارئ حرية استنتاج ما يراه من خلال 
قراءته.

لماذا "بينتكلم" ؟

أولا: لأنه آن الأوان لطرح نظرة أخرى على تاريخنا المحلي غير النظرة الشعبية المليئة بالأساطير و البطولات ... لا أدعي الموضوعية فكل شيئ نسبي و انا أنطلق من تراث خاص تأثرت به و لا أعتقد أنه لن يؤثر في ما سأكتبه .
ثانيا: عرفت تطاوين حوادث كثيرة منذ دخول القوات الفرنسية الى الآن و شارك أهلها في جل الحوادث التي عرفتها البلاد سواء في تطاوين او في تونس (حوادث الجلاز 1911 ثورة 15-16, حوادث 9 افريل 1938, مجموعة عمار بالسنون 1941, معارك زارت و آقري و غار الجاني 1956, معركة رمادة و فور سان 1958 ) و مع هذا لا نملك الى الآن سجلا يؤرخ لهذه الحوادث و يحصي أسماء الشهداء و الجرحى و حتى اللوحات التذكارية المقامة في رمادة و رمثة لا توحي باحترام تضحيات من شاركوا في هذه الوقائع التاريخية.


     

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

 
Site Meter